samedi 15 octobre 2011


السينما والمجتمع
قضايا وإشكالات
  السينما و المجتمع
                                                                           محمد اشويكة


-1-
تتداخل مجموعة من العوامل في تعقيد الإشكالات المرتبطة بعلاقة السينما والمجتمع، وذلك باعتبار أن الفعل السينمائي يقع في عمق الفعل الاجتماعي أو هو امتداد من امتدادات الفاعلية والإبداع الإنسانيين داخل الفن وخارجه. تتطلب السينما من الإنسان استحداث تقنيات جديدة يتم من خلالها تبادل التكنولوجيا والفرجة والقيم وغيرها، وهذا يتم داخل المجتمع فيتجاوب معه الأفراد والجماعات وتنشأ الأذواق والاختيارات.. فالسينما وليدة المجتمع الذي ينتجها: تعيد إنتاجه على الشاشة فيمتزج الواقع والخيال ويتعمق سؤال الفعل الدرامي. كيف نميز بين الشخصية السينمائية بين الواقع والخيال السينمائي؟ كيف نتذوقها ونحكم عليها فنيا؟ هل مرجعياتها واقعية أم خيالية؟ ما هي حدود العلاقات بين السينما والأفراد داخل المجتمع المغربي؟ كيف تتبلور الأدوار الاجتماعية من خلال بعض الأفلام المغربية؟ كيف يتواصل الجمهور المغربي مع الأفلام السينمائية المغربية؟ إلى أي حد يؤثر المجتمع في طرق التلقي الفيلمية وكيف يفك المتفرج المغربي شفراتها رغم تفاوت مستوياته الثقافية والجمالية والسينيفيلية؟ بأي معنى تؤثر السينما بالمغرب في نقد وتكريس بعض الظواهر الاجتماعية داخل المجتمع المغربي؟ ما مدى تأثير النقد الاجتماعي في الفعل السينمائي؟ كيف تتأثر السينما بالمغرب بمختلف الميكانيزمات السياسية والاقتصادية الرائجة في البلاد؟ إلى أي حد نستطيع أن نحكم على جماهيرية السينما داخل المجتمع المغربي؟ وهل يحدث التواصل بواسطتها أم لا؟ هل من الضروري أن تعكس السينما الوقائع الاجتماعية كما هي في المجتمع المغربي أم أن المسافة بينها وبين الواقع هي التي تفرق بين الإيديولوجيا والفن؟

-2-
إن بعضا من تلك التساؤلات، وأخرى، هو ما يجعل من الفيلم مجرد منتوج تجاري أو يحوله إلى تحفة فنية خالدة. فالفيلم تَمَثُّلٌ للعالم، يتطور من خلال درجة وعي المجتمع وتطوره التكنولوجي وانفتاحه القيمي والأخلاقي ودرجة ازدهار منظوماته الإنتاجية ومدى تسامحه أو تشدده (دواليب الرقابة) وطموحه السياسي.. قد نستطيع من خلال افْتِحَاص الأفلام السينمائية وكذا مختلف الوثائق السمعية البصرية الأخرى من تحليل البنيات الاجتماعية للمجتمع الذي تدور فيه أحداث الفيلم (أحداث المجتمع)؛ إذ تسعفنا الصور المتوالية للفيلم من الاقتراب من منظوماتها الدلالية والرمزية والسياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي ساهمت في بلورتها ونشوئها.
تؤثر التيمة التي يطرقها الفيلم السينمائي بشكل مباشر في التصنيف الفيلمي حيث يتم ذلك استنادا على زاوية المعالجة التي قد تكون اجتماعية أو سياسية أو تاريخية أو مجرد وقائع اجتماعية عادية.. وذلك ما يساهم في رسم ملامح المجتمع المنتج للأحداث والصور معا. لم تعد السينما مجرد فرجة محايدة، بل هي منظومة إيديولوجية متكاملة تتدخل في صناعتها وتسويقها منظومات وميكانيزمات متشابكة الخيوط، فالسينما اليوم تدخل في صميم الحوامل المُصَدِّرَة للتوجهات الكبرى للدول ورافدا من روافدها الثقافية والسياسية والاقتصادية.. ونافذة تطل من خلالها الشعوب الأخرى على درجة تقدم مجتمعها ومنظومات عيشها...
يشكل الفيلم منظومة اللاوعي الجمعي الخاص بمجتمع من المجتمعات، فهو انعكاس لما يقع فيها، راصد لديناميتها، مبين لأمزجتها العميقة، كاشف عن ذاكرتها.. لذلك، من الصعب جدا الحديث عن تحليل موضوعي منفصل عن الذات المحللة للفيلم مهما تعقدت المناهج الكمية لأن طرائق الإخراج تمارس نوعا من التوجيه الذي لا يعيه المتفرج أثناء التماهي مع الفرجة السينمائية.
تتداخل علاقة السينما كفن بمجالات اشتغال عالِم الاجتماع، وذلك على مستوى عدة حقول معرفية تؤطرها العلوم الإنسانية بشكل خاص سيما السوسيولوجيا والسيكولوجيا والسيميولوجيا ونظريات التلقي والتواصل.. فالسينما فاعلية فنية إنسانية، اجتماعية، رمزية، يقع الفرد والمجتمع في صميم اهتمامها وتأثيرها وذلك من حيث مدى تأثير صناع الأفلام في المجتمع، والدوافع التي تقودهم إلى إنتاجها، وعلاقات الجمهور بالأفلام، ونوعية الأفلام المُشَاهَدة، وكيفية تقييمها بعد التلقي وامتدادات توجيهها أو تحكمها في الرأي العام. وهذا ما يقودنا للإشارة إلى ارتباط السينما بالسلطة كممارسة اجتماعية وكحركية ثقافية ما فتئت تخلق الاختلاف والصراع بين مشاهدي الأفلام.

-3-
ما يثير في علاقة السينما بالمجتمع حجم التساؤلات التي يطرحها الجمهور على صناع الأفلام، وهي أسئلة تخص المقارنة بالواقع؛ إذ يتلقى الباحث أثناء الندوات هذا النوع من الاستفسارات التي تربط الفيلم بالمجتمع.. وهي تتجدد باستمرار، من جيل إلى جيل، الأمر الذي يضعنا أمام رؤيتين: سينما منفصلة عن المجتمع، وسينما تعكس المجتمع؛ سينما من أجل المتعة، وسينما من أجل الناس؛ سينما المؤلف وسينما الجمهور أو شبابيك التذاكر؛ سينما النخبة وسينما الجماهير...
مهما اختلفت التسميات والمصطلحات، فالجدل قائم بين مناصري كل اتجاه: هناك من يعتبر أن الاتجاه الأول محكوم بالجهات الإيديولوجية المهيمنة على صناعة القرار، وفي هذا الباب يفرق أدورنو "Theodor W. Adorno" بين الفن الشعبي أو الإبداع الجماهيري الذي يصدر عن مجتمعٍ يتكون من أفراد يبدعون ويتقاسمون الفن، وهو بمعنى من المعاني، النشاط الإنساني الفني الأصيل؛ وبين الصناعة الثقافية التي لا تضع الفرد المستقل كمنطلق، ولا كهاجس أول، وإنما تبتكر منتوجات تحت يافطة "فن" ليتم استهلاكها من طرف الجماهير.
يستحوذ الاهتمام بالضمير الجماعي لدى مؤيدي الاتجاه الأول في حين يتجاهله الطرف الثاني أو يعوضه بِنُظُمٍ تطويعية ووصلات إشهارية وصور نمطية تفسح المجال أمام هيمنة منظومات الإنتاج والتسويق ضدا على كل ما يراعي الشرط الإنساني، ويُشَرِّحُ العلاقات، ويستنهض الضمائر، ويدعو للتفكير والنقد والتأمل بعيدا عن الاستهلاك السلبي. تسعى الصناعة الثقافية إلى الرفع من قيمة الإنسان، والمساهمة في بناء قيمه العليا.

-4-
تساعد السينما على التسجيل الميكانيكي للواقع، فالفيلم يسجل، رغم الحرص الشديد لصاحبه، بعض التفاصيل التي تتسرب إلى الناس ولو عبر النظرات والابتسامات والملامح والسحنات.. فقد تتكون لدى المتلقي بعض الأحاسيس والميولات التي تجعله يقترب من الفيلم أو يبتعد عنه، وذلك ما ينعكس أيضا على مستوى الحكم الجمالي. يشير عالم الاجتماع بيير بورديو إلى أن المنظومة الصناعة السينمائية تساهم من خلال طرق إدماجها، وأشكال التعاون القائمة بين مُحْتَرِفِيها، في إعادة إنتاج الجماعة وإيديولوجيتها.[1] وهذا ما قد يخلق، في حد ذاته، عائقا إبستيمولوجيا يزيد من فهم التباس العلاقة بين المجتمع والسينما سواء على مستوى المجموعات الكبرى (مختلف مكونات المجتمع) أو الصغرى (المهنيون). وهي علائق لا تنفلت من رقابة المؤسسة الوصية على القطاع من خلال مراقبة الولوج المهني وتشكيل لجان التقويم والدعم والمراقبة والفرز والتصريحات والتراخيص.. وغير ذلك من طرق التدخل البسيطة والمعقدة.

-5-
من الصعب جدا أن نحصر علاقة السينما بالمجتمع في بعض الأبحاث كأن نحدد التوجهات والمسارات لأن ذلك يحد من طموح السوسيولوجي كباحث عن الحقيقة، ومن زحف السوسيولوجيا نحو كل مجالات النشاط الإنساني. لا أعتقد أن السوسيولوجيا تخرج عن نطاق تموقعها ضمن خريطة العلوم الإنسانية التي يظل سؤال العلمية فيها محاطا بسؤال الإيديولوجيا والعاطفة، سيما إذا ولجت مجال الفن السابع الذي يقع في عمق ما هو إنساني وعاطفي وإيديولوجي.. يصعب كثيرا على السوسيولوجي أن يتجرد، كالعالم في مجال العلوم الحقة، من كل إحساس وميول، وهو يناقش قضايا الذوق والإبداع والاختيار والحكم الفني والجمالي.. فسوسيولوجيا السينما حديثة عهد بالأوساط الأكاديمية، وهي في حاجة إلى طرح الإشكاليات، وتجريب المناهج، أكثر من الانغماس في إصدار الأحكام. يحتاج هذا النوع من البحث إلى النبش في قضايا الإبداع السينمائي والتلقي والإنتاج والتسيير.. فالسينما توجد في الواقع ذاته قبل أن تمر من دواليب الصناعة السينمائية؛ إذ من الممكن أن تحد القراءة المعيارية التي تبحث في السينما عن انعكاسٍ ما للواقع من قيمة المنتوج الفنية والجمالية. يشكل الفيلم جزءا من الواقع من حيث بعده الاقتصادي والتقني والإبداعي.. لكن الصدمات الزمانية التي يمكن أن يتسبب فيها من شأنها أن تساهم في الابتعاد بالمُشَاهِد عن الواقع. فالمجتمع ليس سَبِيكَة واحدة، بل خليط من الظواهر والامتدادات التي تتبدل وتتحول بشكل لا يمنح نفسه للباحث.

-6-
تلك بعض الإشكالات التي يمكن أن يلامسها الخطاب السوسيولوجي حول السينما بالمغرب، وذلك عبر مقاربة متعددة المناهج سواء من خلال نماذج فيلمية معينة أم من خلال دراسات مرتبطة بسؤال السينما والمجتمع، من الممكن أن تتفاوت بحسب زوايا النظر


[1]- Pierre Bourdieu, Le Sens pratique, Paris, Minuit, 1980.


تنظم في إطار الدورة 13  لمهرجان السينما المغربية بسيدي قاسم ،
من 26 الى 30 أبريل 2012 ، مسابقة محمد مزيان 8 لأفلام الهواة ، التي تهدف أولا إلى تشجيع هواة السينما بمختلف أعمارهم على إنتاج أفلام الفيديو وعرض المقبول منها أمام جمهور المهرجان ، وثانيا إلى خلق فرص لتبادل التجارب والتفاعل مع مختلف الفاعلين السينمائيين . فعلى الراغبين في المشاركة أن يبعثوا أفلامهم على شكل قرص مدمج ( دي في دي ) في نسختين  مصحوبتين ببطاقة تقنية للفيلم وورقة تعريفية بالمخرج مع صورة فوتوغرافية له وملصق الفيلم في حالة توفره ودلك قبل تاريخ 18 مارس 2012 إلى عنوان الجهة المنظمة التالي : جمعية النادي السينمائي – ص ب 52 – سيدي قاسم  . ومعلوم أن مدة كل فيلم ينبغي ألا تتجاوز 20 دقيقة ، وستسهر لجنة مكونة من فعاليات سينمائية وثقافية من المدينة وخارجها يعينها مكتب الجمعية المنظمة على انتقاء الأفلام المتوفرة على مواصفات المشاركة في هده المسابقة التي تخصص للفائزين فيها جوائز وتنويهات . وتجدر الإشارة إلى أن أصحاب الأفلام المقبولة سيتوصلون بدعوة للمشاركة في المسابقة وحضور المهرجان ، أما الأفلام غير المنتقاة فلا يتم إرجاعها إلى أصحابها حسب القانون المنظم لهده المسابقة الفنية . ولمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بأحد الأرقام الهاتفية التالية : 0667446839 – 0667042751 –أو بالعنوان الالكتروني

cinsidikacem@yahoo.fr

lundi 3 octobre 2011



السينما والتربية أية علاقة؟

أيت همو يوسف
مقدمة:
يمكن اعتبار إشكالية ربط السينما والفضاء السمعي بصري بالمجال التربوي قضية محورية وملحة تهم في ذات الحين المدرسة والمجتمع والفاعل السياسي والإداري.. فإن كان دور التربية عامة هو إدماج الفرد بمحيطه السوسيو ثقافي وجعله عضوا فعلا في مجال من المجالات، وإذا انطلقنا من الواقع اليومي العالمي والوطني الذي يبرز ظاهرة اقتحام الصورة والمنتوج الإعلامي لكل الفضاءات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، فإن التفكير في خلق جسور بين السينما والمدرسة والتربية المنزلية يصبح ضرورة حتمية لا يمكن غض الطرف عنها.
إن التاريخ لا يرحم، فكما أنه يحاسب كل من تخاذلوا في تعميم وترسيخ ثقافة المكتوب بكل أرجاء الوطن العربي، فإنه لن يرحم كل من تهاون في محاولة تربية رجال الغد على التعامل الجدي والعقلاني مع الصورة ووسائل الإعلام.
إن قضية الصورة والسينما والفيديو والتلفزة هي قضية تربوية بالدرجة الأولى، كل شيء آخر (تمويل السينما، ثقافة الترفيه..) هو هراء وافتراء وتعتيم. فالكل يعلم انعكاسات الصورة على مجتمعنا الشاب.
هناك حتمية تاريخية تتطلب منا إرساء أسس حقيقية لتربية صحية لما يستهلك من منتوجات ثقافية وسمعية بصرية، وللتربية على السلامة الطرقية بداخل حظيرة المعلومات والأخبار.
فالتربية بداخل المنزل وبداخل المؤسسات التعليمية هي الشرط الوحيد لمحاربة التلوث البصري والإعلامي الذي نعيشه اليوم ولتحصين الشباب وضمان شيء من التوازن الثقافي والنفسي لهم.
1 – ما هي مميزات مطلع القرن 21؟
يمكن تلخيص هذه الخصائص في ثلاثة ظواهر تعيشها شعوب العالم منذ أواسط القرن 20 وهي:
ـ العولمة الاقتصادية والسياسية والفكرية والخلقية والبشرية، وهنا ثلاث أسئلة تستفز شعوب العالم: هل العولمة اختيار حر؟ أم هي مشروع بشري نساهم فيه كلنا؟ أم ضرورة إجبارية علينا الرضوخ لها؟
ـ سيطرة الصورة والمعرفة البصرية على كل مجالات التواصل والعلم والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فبعد الحضارة الشفاهية والحضارة الخطية صار المشعل اليوم بيدي الحضارة الأيقونية.
ـ البحث عن السرعة القصوى في شتى المجالات والبحث عن المردودية بأقل تكلفة وكنتائج لهذه الظواهر يمكن إدراج ما يلي:
1 – أصبحت السينما والفيديو والتلفزة والوسائط المتعددة أدوات أساسية ومحورية في حياتنا اليومية، حيث إنها تعتبر اليوم من بين مؤشرات التمدن والتقدم والتوازن الحضاري.
2 – تستهلك المجتمعات البشرية عدد هائلا من الصور والأصوات عبر القنوات الفضائية والسينما والفيديو والمجلات والألعاب والأقراص المدمجة دون أن تكون مؤهلة لذلك، وهذا يترتب عنه نوع من الانفصام في الشخصية وارتباك في المبادئ: فالواقع اليومي المادي الملموس شيء بحلوه ومره، وصور المسلسلات والأفلام الأمريكية والمكسيكية والمصرية وغيرها شيء آخر يعبر عن ثقافة منتجيها، بل إن هذه الصور تحاول اقتحام الواقع والحلول محله ويصبح منبع المثل العليا هو الشاشة الأجنبية التي تتكلم العربية (الأفلام المدبلجة) أو الفرنسية أو الإنجليزية.
3 – بالإضافة إلى الأمية الخطية التي تنخر الجسد المغربي والعربي، تزداد الأمية الأيقونية والسمعية بصرية تفاقما بكل أوساط ومستويات المجتمع، فكثيرون هم الذين لا يفقهون تفكيك رموز الصور وغوص أعماقها الدلالية والجمالية والتواصلية. وقليلون هم الذين يستطيعون الكتابة بالصورة وبالكاميرا. إن الأمية الأيقونية سرطان أكثر فتكا من الأمية الكلاسكية.
4 – تتفاقم الفوارق الثقافية والإعلامية بين دول الشمال (الأكثر حظوظا لاستقبال المعلومات والمعرفة القديمة والحديثة Les info-riches) ودول الجنوب (Les info-pauvres) التي تتميز بقلة حظوظها بقلة حظوظها للحصول على المعلومات عبر الساتل أو عبر الأنترنيت والفيديو.. والتي لا حيلة لها عندما يتعلق الأمر بترشيد وتدبير هذا الزخم الهائل من المعلومات المتدفقة من كل حدب وصوب.
5 – ونفس الفوارق تنخر جسد المجتمع الواحد حيث إنه هناك شرائح قليلة من المجتمع تتمتع بامتلاك المعلومات والصور بينما لا تجد شرائح عريضة قوتها اليومي من الأخبار.
6 – وفي هذا الإطار بالضبط، نلاحظ بأن الثقافات الشفوية التقليدية لا تستطيع مقاومة هذا الزحف العارم من الصور والأصوات الإلكترونية.
7 – أصبحت الصور والأصوات تلعب دور المسكنات والأدوات البديلة Ersatz للشرائح الاجتماعية التي لا تستطيع امتلاك الواقع المحسوس حيث تكتفي بشرب جرعات الحلم: فالسفر إلى جزر هواي أو امتلاك لوحة من لوحات بيكاسو واقع وحقيقة لا يتمتع بهما إلا المحظوظون وهم قلة، بينما يكتفي الآخرون بصور هواي ولوحات بيكاسو عبر شاشة التلفزيون أو الحاسوب أو عبر صور المجلات والملصقات.
8 – إن غياب سياسة واضحة المعالم في مجال التواصل البصري والسمعي بصري له وقع خطير على الأطفال والشباب: فالطفل المغربي مثلا يستهلك عددا وافرا من الرسوم المتحركة اليابانية والأمريكية والفرنسية المدبلجة أحيانا بلهجة لبنانية، ويكون محتوى هذه الرسوم حاملا لمجموعة من القيم البشرية بالطبع ولكن في أغلب الأحيان تصاغ هذه القيم حسب منظور إيديولوجي خصوصي وحسب ثوابت الهوية اليابانية أو الأمريكية أو الفرنسية التي لا تمت بأية صلة للثوابت الثقافية المغربية ولا للمحيط الثقافي Ecosystème العربي-الأمازيغي. إذن ما هو ذنب الطفل المغربي كي يحرم من مخيلته الأصيلة مترجمة على شكل صور وأصوات ثابتة أو متحركة؟
ما هو ذنب الثقافة الشعبية التقليدية كي ترمي بالقمامات كجثة هامدة؟
لسنا هنا من دعاة الانغلاق على الذات أبدا، ولكن من الطبيعي أن يطالب الإنسان بنوع من التوازن الثقافي بين الماضي والحاضر، وبين الأصيل والدخيل، وبين الذاتي والكلي.
يتحتم علينا إذن لمواجهة هذا الوضع الناشز ترجمة المميزات الصالحة من ثقافتنا الأصيلة إلى لغة العصر (لغة السينما والفيديو والصور والحقائق المفترضة) وتربية الشعب على التعامل الحذر والنفعي مع كل ما يأتي عبر البارابول والفضاءات السمعية بصرية وعلى تبني كل ما من شأنه أن يساهم فعلا في التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لوطننا.
9 – إن الواقع الجديد الذي يعيشه المغرب والعالم العربي هو أنه أصبح هذا العالم عبارة عن قرية صغيرة فمن خلال البارابول وسوق الأفلام والجرائد يستطيع الإنسان المغربي اليوم معرفة الأحداث السياسية والواقع الاجتماعي الذي تسمح بإبرازه وسائل الإعلام) بأبو ظبي والعراق والأردن ولبنان ومصر وليبيا وتونس.. وذلك عبر البث الحي والمباشر..
من قبل كانت المعلومات الساخنة تمر حتما عبر قنوات بلدان الشمال (CNN مثلا) لتصلنا مغربلة ومعلبة وقابلة للاستهلاك على شكل وجبة مكدولاندية، وخير دليل على ذلك هو تاريخ الانتفاضة الفلسطينية عبر وسائل الإعلام السمعية بصرية: في البداية كانت المعلومات مراقبة وكان وسيطها إما إذاعي أو مكتوب، واليوم أضيفت الأخبار التلفزية المباشرة، وهذا بالفعل من شأنه خلق عقلية إعلامية جديدة وحث الجماهير الشعبية على المشاركة في الحوار السياسي الدائر حول القدس ومصير الفلسطينيين.
10 – أصبحت دول الجنوب عبارة عن قمامة الصور والمعلومات. فدول الشمال لا تصدر إلى العالم الثالث إلا الردئ من إنتاجها أو ما تقادم من منتوجها الثقافي وفقد قيمته العلمية.
كل هذه المعطيات والملاحظات تؤكد مشروعية الربط الفعلي والعاجل والعميق بين المؤسسة المدرسية وفضاء السينما والفيديو والتلفزة..
فلا يعقل أن يكون المجتمع المغربي مستهلكا للصور وللمعلومات دون توجيه وتربية حقيقية، ودون أن تقوم المدرسة والجامعة بدورهما الأساسي الذي هو تكوين المواطن الجيد الذي يستطيع الاندماج في محيطه السوسيوثقافي والتعامل مع الثقافات الأجنبية بنوع من النفعية ودون مركب نقص.
2 – ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين السينما والتربية؟
أ-تشارك السينما والتربية على المستويات التالية:
ـ كلاهما وسيلة للتواصل الجماهيري
ـ كلاهما يسعى إلى تمرير مجموعة من القيم والمعارف إلى الجمهور المتلقي
ـ آليات التواصل بهما ذات اتجاه واحد (المنتج للخطاب لا يتحول إلى ملتق وهذا الأخير يبقى دوما يلعب نفس الدور) .
ـ كلاهما له فضاؤه الخاص (قاعة العرض – المدرسة) .
ـ كلاهما يسعى إلى إدماج الفرد بمجتمعه الوطني أو البشري.
ـ كلاهما يبني خطابه على التنشيط والتكرار والتبسيط.
ـ ينبني الانضباط بهما على أساس جلوس الملتقي والتزامه الصمت.
ب – وتختلف السينما عن العالم التربوي من خلال المستويات التالية:
ـ في العمق، تتوجه السينما لجميع الجماهير كيفما كان عمرها ومستواها الثقافي والاجتماعي بينما تبقى المدرسة حكرا على الشباب والأطفال.
ـ تهتم السينما ووسائل الإعلام بالأخبار غير القارة والمتجددة، فسلطة الجديد لا تسمع للسينما بالحفر في الذاكرة، بينما تهتم المدرسة بالمعرفة القارة والثابتة، حيث يمكن اعتبارها أكثر محافظة على الماضي من السينما والتلفزة..
ـ ترتكز السينما على فرجة التكنولوجيا.
ـ توجه السينما اهتمامها الأساسي نحو مبادئ المتعة والفرجة والتوجيه بينما ترتكز المدرسة على التكوين والانضباط المعرفي والجدية.
ـ تبقى السينما رهينة بمنطق السوق وفلسفة "الجمهور عايز كده" بينما تسعى المدرسة إلى الامتثال لمنطق السياسة التعليمية.
ـ يرتكز التواصل في السينما على السرعة والعولمة بينما تتميز المدرسة بالتواصل البطيء ونوع من المحلية.
ـ يبقى الأستاذ أهم سلطة تقويمة وتربوية في عالم المدرسة، بينما تعم قاعات السينما سلطة الآخر.
ـ ترتكز المدرسة على جسد الأستاذ والسبورة والكتاب وترتكز السينما على الصوت والصورة وتقنيات الحكي.
من خلال هذه المقارنة العاجلة، لا نسعى إلا إلى إبراز الفكرة القائلة بأن الاختلاف هو أساس المعرفة وبالتالي فإن إدماج السينما بالعالم التربوي لا يعني بتاتا انصهارها التام، ومحو خصوصياتها كأداة تواصلية مستقلة ولا يعني كذلك إخضاع المدرسة للسلطة الإعلامية ولسوق الفرجة.
فالعلاقة بين السينما والتربية رهينة أهداف أربعة لا يمكن الاستغناء عن أي مها، وهي:
ـ السينما وسيلة تعليمية وتربوية.
ـ السينما مادة من مواد التعليم كالتاريخ والجغرافيا والفيزياء.
ـ السينما شريك للمدرسة.
ـ المدرسة وسيلة من وسائل التحفيز على تلقي أجود الأفلام.
ونعتقد بأن نجاح مشروع الربط بين السينما والمدرسة لن يتم في غياب الشروط الدنيا التالية:
ـ تجهيز المؤسسات التعليمية بالأجهزة الضرورية الصالحة للاستعمال.
ـ تكوين الأطر التقنية والتربوية المتخصصة في هذا المجال.
ـ بناء الفضاءات الخاصة بالعرض الفيديوغرافي.
ـ تغيير استعمالات الزمن حتى تشتمل على حيز خاص بالمشاهدة وتحليل الأفلام.
ـ ربط شراكة مع القاعات السينمائية والقنوات التلفزية.
ـ ربط علاقات مع الفاعلين في القطاع السمعي بصري عامة (منتج، مخرج، سينارست، ممثل، مبرمج..) .
ـ تكوين خزانة الأشرطة السمعية بصرية والأقراص المدمجة بكل المؤسسات التربوية.
ـ إنشاء نوادي سينمائية خاصة بالمؤسسات.
ـ إنشاء محترفات التحليل الفيلمي وتحليل الخطاب السمعي بصري.
ـ خلق مسالك سينمائية وسمعية بصرية.
ـ ربط السينما بكل المواد التربوية (تاريخ، جعرافية، علوم، أدب، تربية دينية، رياضية، فنون تشكيلية..) .
ويمكن التأكيد في الأخير على أن ما يجمع السينما بالتربية هو روح التكامل من أجل تكوين مواطن جيد ومجتمع منسجم مع ذاته ومع محيطه.
ومن المؤكد كذلك هو أن السينما والتلفزة قد دخلتا حيز المدرسة منذ سنوات وذلك من خلال مواقف وسلوكات التلاميذ التي يكتسبونها من خلال دور السينما وأجهزة التلفزة وأصبح بالتالي غير ممكن غض الطرف على هذا الواقع الثقافي الحي.
3 – أين تكمن أهمية إدماج السينما والوسائل السمعية بصرية بالمدرسة والجامعة؟
يمكن اعتبار السينما وجميع الوسائل السمعية بصرية.
1-كوسائط تربوية وتعليمية يستغلها الأستاذ والمتعلم قصد الحصول على المعرفة اللغوية والمفاهيمية، وقصد ترسيخ وتيسير بعض المعارف وكذلك قصد التعليم بطريقة حديثة وفعالة.
2- كمادة ومضمون تربوي يسمح بتكوين الحس الفني لدى المتعلمين، وبتكوين مواطن ذي تعامل إيجابي مع الصور، وخلق إطار صالح للتكوين على المهن السمعية بصرية.
وبدقة أكثر يمكن البرهنة على أهمية استغلال السينما والفيديو والتلفزة والأقراص المدمجة في العملية التربوية من خلال ما يلي:
1) عصرنة وسائل التعليم فبالإضافة إلى السبورة والكتاب، يلعب الفيلم الخيالي أو التسجيلي دورا هاما في مجال التعليم والتعلم الذاتي والتربية خاصة في مجال تعليم العلوم واللغات الحية.
وبما أن العصرنة ليست موضة بل ضرورة حتمية فإن السينما والوسائل السمعية بصرية تدخل في سيرورة تكاملية مع الوسائل التقليدية (السبورة، الكتاب..) .
2) تيسير عملية تعليم وتعلم العلوم واللغات الحية.
3) ترسيخ ثقافة عقلانية وأقل انفعالية مع الصور والسينما والتلفزة.
4) محاربة الأمية الأيقونية ومحاربة الخطأ الشائع الذي مفاده أن السينما والفيديو والتلفزة ووسائل ترفيهية وإعلامية فقط.
5 ) تحصين الشباب ضد أشكال التعتيم الإعلامي والاستلاب الثقافي ومحاربة ظواهر الانبهار بالصور، خاصة صور الغير.
6 ) تربية العائلة المغربية والمجتمع على التعامل الإيجابي مع الصور مرورا عبر التلاميذ والطلبة.
7) توفير الفرص وتحفيز الشباب على الإبداع في مجال السينما والتلفزة والصورة.
8) توفير فرص التكوين المهني في مجال السينما والإعلام السمعي بصري.
9) إدماج الشباب في محيطهم السمعي بصري.
10) إدراك الأبعاد الجمالية في السينما والتلفزة وتكوين القدرة على التمييز بين المنتوج الجيد (أفلام، برامج) والمنتوج الرديء ومحاربة الشعوذة في السينما والتلفزة.
11) محاربة الفكر الخرافي الذي تحمله مجموعة من الصور.
12) التعامل مع المعلومات والأفلام من خلال مشروع ذاتي أو مؤسساتي تفاديا لحوادث السير بالطرق السيارة المعلوماتية وبالشبكات السمعية بصرية.
13 ) توفير فرص التعلم الذاتي والتقويم الذاتي.
14) علم الربط بين المعلومات الآتية من منابع مختلفة (الكتاب، السينما، التلفزة، الأقراص المدمجة، الأستاذ..) .
15) تعلم البحث عن أصل ومنع المعلومات والتأكد من صحتها قبل استغلالها.
16) تعلم مبادئ تكامل المعارف.
17) تحفيز الأستاذ على الاهتمام بدوره التربوي الحقيقي وهو تعليم الطلبة على عملية تدبير وترشيد هذا الزخم الوافر من المعلومات والصور.

4– أين تكمن مخاطر إدماج السينما والوسائل السمعية بصرية بالمدرسة والجامعة؟
نظرا لأن إشكالية ربط السينما بالتربية حديثة وجديدة في فضائنا التعليمي، ونظرا لغياب الدراسات الكافية والجيدة فيما يهم إشكالية الصورة بالمغرب وما يهم الصورة والتربية، ونظرا للمواقف المسبقة لدى المجتمع المغربي حول الصورة والسينما، فإن طريق إدماج السينما بالمجال التعليمي شائك ومليء بالحواجز والمخاطر. ومن واجب كل أستاذ وكل مؤسسة الاحتياط من العوائق التالية:
1) قد تكون مشاهدة الأفلام برحاب المدرسة أو الجامعة فرصة لبعض الطلبة كي ينقلوا التعامل المتوحش والعفوي الموروث بقاعات السينما وبداخل المنازل إلى الفضاء التربوي, فعلى الأستاذ والمؤسسة الحذر من البعد الترفيهي ومن سلطة الصورة.
2) اختيار أفلام وأشرطة ذات محتوى رديء فنيا وثقافيا وخلقيا وتقنيا.
3) الانبهار بالصورة والمضامين الفيلمية أو الرفض المبدئي للتواصل بالصور.
4) العشوائية في التعامل مع التقنيات السمعية البصرية، الشيء الذي يفقد عملية الإدماج كل مصداقية وجدية.
5) غياب تكوين جيد للأساتذة في مجال السمعي بصري.
6) غياب استراتيجية وطنية شاملة.
7) غياب قوانين مؤطرة تسمح باستغلال الأفلام في الإطار التربوي، وهذا يتطلب العمل على فرض ما يمكن الاصطلاح عليه "بالخصوصية التربوية" L’exception pédagogique التي ستسمح باستعمال الأفلام والبرامج في الإطار المدرسي بطريقة مجانية.
8) غياب الدعم المادي والمعنوي للكتابة حول السينما وغياب التشجيع على إنتاج الأفلام التربوية.
9) الكتابات حول الموضوع قليلة بل هي نادرة جدا.
10) اعتبار السينما والفيديو والوسائل السمعية بصرية كأدوات خاصة فقط بتعليم اللغات والعلوم، بل هناك كذلك الرياضة البدنية والرياضيات والتربوية الدينية والوطنية..
11) تخويل مهام تعليم الخطاب السينمائي والسمعي بصري لغير الأساتذة. هنا، يجب التأكيد على ضرورة الاحتياط من أحادية التكوين عند المكونين، فتعليم السينما لن يتم إلا من خلال الأستاذ الذي يضبط في نفس الوقت الخطاب السينمائي والسمعي بصري.
12) غياب أبسط الشروط للمشاهدة السمعية بصرية (قاعات، كهرباء، أجهزة..) خاصة بالعالم القروي.
13) الاستغلال المفرط للأفلام الصامتة حيث أن أغلب الطلبة، نظرا لتكوينهم في إطار ثقافة شفوية، يشعرون بنوع من الغثيان أمام سلسلة من الصور دون صوت أو تعليق، يجب إذن الحرص على التوازن بين الخطابين السمعي والبصري.
14) الاعتقاد الخاطئ والخطير بأن الوسائل السمعية بصرية حكر على النخبة دون عامة الشعب.
15) استغلال خطأ لأشرطة ذات أبعاد إباحية أو منافية لقيمنا الدينية والخلقية.
16) الاعتقاد خطأ بأن السينما والفيديو والأقراص المدمجة ستحل محل الأستاذ، ويجب التأكيد هنا بإلحاح على أن دور الأستاذ ينحصر خاصة في ترشيد المعلومات والمعارف وفي تلقين الطلبة طرق ومناهج التعامل مع الصور والمعلومات (امتلاك وتصريف المعلومات) .
17) عدم ربط استغلال الصورة بجميع المهارات التربوية (تحليل، تركيب، كتابة، تعليق..) .
18) عدم مراقبة منابع الأخبار والمعارف.
19) التمييز الاجتماعي في مجال استغلال الأجهزة السمعية بصرية بالمنزل له وقع خطير على تعامل الطلبة مع هذه الأجهزة بالإطار التعليمي: فالطالب الذي يستعمل الفيديو بمنزله مثلا يملك حظوظا وافرة للاستفادة من هذه الآلة في مجال المدرسة أو الجامعة.
20) الخوف من سيطرة وسائل الإعلام على المدرسة.
21) الإفراط في استعمال الصور والأنترنيت قد يؤدي إلى استغلال ضئيل للذاكرة ولعملية الحفظ.
22) سوف ينعكس استعمال الفيديو بالمدرسة على العائلات ذات الدخل المحدود التي تصبح مضطرة إلى اقتناء الأجهزة السمعية بصرية تحت طلب وإلحاح أبنائها.
23) غياب التكامل بين الوسائل التعليمية: السبورة، الكتاب، المذياع، السينما، الفيديو، التلفزة، الأقراص، المدمجة..
24) التطور السريع للأجهزة السمعي بصرية وللخطاب السينمائي.
25) تماهي الطلبة مع الشخصيات السينمائية والسمعية بصرية.
26) تغييب البعد الجمالي والفني للمنتوج السمعي بصري.
27) الوهم بأن الوسائل السمعية بصرية ستحل كل المشاكل التربوية والتعليمية.
28) السقوط في الشعوذة السمعية بصرية والسينمائية.
29) عدم الاهتمام بالإبداع والابتكار في هذا المجال الحيوي.
30) عدم تبادل الخبرات بين الأساتذة، وبين المؤسسات.
31) عدم الاكترات بمظاهر التلوث الإعلامي والسمعي بصري الذي يستهدف شبابنا ومجتمعنا..
32) عدم توفير الحيز الزمني (استعمال الزمن) الخاص باستعمال الوسائل السمعية بصرية.
33) عدم الاهتمام بالمهارات الجديدة المرتبطة بالتكنولوجيا السمعية بصرية والإعلامية.
تكمن خطورة هذه المعيقات والمخاطر في كونها تفقد إدماج السينما بالمدرسة كل مصداقية ولا تحفز الأستاذ ولا المؤسسة ولا حتى الطلبة على الشروع في التجربة وعدد كبير من المناهضين لفكرة الإدماج يدرجون هذه المخاطر كحجج كافية ضد الإدماج ونعلم كل العلم بأن من الممكن تفادي كل هذه المشاكل إذا انطلقنا من تصور عام وشامل وواقعي لمشروع المجتمع والتربية في القرن 21 بهذا البلد.
وخلاصة القول، لتحسين جودة التعليم والفضاءات التربوية، يتحتم علينا الاستفادة من التكنولوجيا السمعية بصرية وتسخيرها للتعليم والتعلم وتكوين المواطن المنسجم مع محيطه الثقافي والاجتماعي، فلا خير في سينما لا تساهم في النمو الثقافي والاجتماعي ولا خير في مدرسة لا تعير الاهتمام بكل الوسائل الحديثة ذات المردودية التربوية.
رغم أهمية هذه الوسائل، تبقى مهملة في تكوين الأساتذة ورؤساء المؤسسات وفي السياسة التعليمية ككل.
ولذا، أصبح من الضروري إعارة شيء من الاهتمام للاقتراحات التالية:
1) السهر على إدراج برنامج "السينما المدرسية" بكل مؤسسات التكوين والتعليم، ونقصد بهذا المفهوم فسح المجال أمام الطلبة قصد الإبداع السينمائي والسمعي بصري في إطار ورشات عمل ونوادي سينمائية.
2) تأطير جيد وعاجل لمجموع الأساتذة في مجال استغلال الأفلام بالإطار التعليمي.
3) السهر على استغلال القنوات والبرامج الجيدة والتربوية بالمدارس والجامعات (مثل Channel V…, Arte. Planète, 5ème ) .
4) بناء سياسية متكاملة خاصة بالتعليم عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة وعبر الصور.
5) إدراج مادة تحليل الصور بالمدارس والثانويات والجامعات.
6) توفير قسط من مال صندوق الدعم قصد تكوين الشباب المهتمين وتشجيع البحث العلمي في مجال السنيما.
7) السهر على أن تقوم التلفزتين المغربيتين (دوزيم وإرتم) بتوفير حيز لفيديو الهواة "لتقديم أهم إبداعات الشباب الهواة" في مجال السينما والفيديو كما كان الشأن في مجال الأغنية قديما (برنامج مواهب للجراري..) .
8) توفير مجالات الشراكة بين الفاعلين في مجال السينما والتلفزة ورجال التعليم.
9) العمل على إنشاء إذاعة وتلفزة جامعية أو قناة معرفية على شكل Arte/5ème بفرنسا.
هذه إذن مجموعة مقترحات قصد الربط بين التربية والسينما قد نكون قد أصبنا في بعضها وأخطأنا في بعضها الآخر ولكن الأهم هو طرح الإشكالية للنقاش بجدية وحزم، فمنذ نصف قرن، كان الخطاب المهيمن على الساحة الثقافية المغربية هو علاقة السينما بالمال (دعم السينما، غياب الدعم، قلة المداخيل..) ونعتقد بأنه قد حان الوقت لطرح الإشكالية الصحيحة والحقيقة والتي هي: كيف نتجاوز أزمة الإبداع والتكوين في مجالي السينما والفضاء السمعي بصري؟ ولنعلم بأن المال الوفير لا يصنع أبدا الفيلم الجيد وبأن الفيلم الجيد يوجد في العقل الجيد الذي يتمتع بالموهبة وبالتكوين.

بعض المراجع:
1 – Porcher Louis 1994 ; Télévision, culture, éducation ; A.Colin.
2 – Citterio et als 1995 ; Du cinéma à l’école, Hachette.
3 – De margerie, ch. Et L. Porcher 1981 ; Des médias dans les cours de langues, CLE.
4 – Ait Hammou Y. 1996 ; Lecture de l’image Cinématographique, Imprimerie Nationale.
5 – Lancien th. 1986 ; Le document video, clé.
6 – Devauchelle G. 1993 ; Multimédiatiser l’école, Hachette.


mardi 13 septembre 2011


سيدي قاسم مسابقة محمد مزيان للسينمائيين الهواة


مسابقة محمد مزيان لأفلام الهواة بسيدي قاسم


تنظم في إطار الدورة 12 لمهرجان السينما المغربية بسيدي قاسم ، من 14 الى 18 أبريل 2011 ، مسابقة محمد مزيان السابعة لأفلام الهواة ، التي تهدف أولا إلى تشجيع هواة السينما بمختلف أعمارهم على إنتاج أفلام الفيديو وعرض المقبول منها أمام جمهور المهرجان ، وثانيا إلى خلق فرص لتبادل التجارب والتفاعل مع مختلف الفاعلين السينمائيين . فعلى الراغبين في المشاركة أن يبعثوا أفلامهم على شكل قرص مدمج ( دي في دي ) في نسختين  مصحوبتين ببطاقة تقنية للفيلم وورقة تعريفية بالمخرج مع صورة فوتوغرافية له وملصق الفيلم في حالة توفره ودلك قبل تاريخ 18 مارس 2011 إلى عنوان الجهة المنظمة التالي : جمعية النادي السينمائي – ص ب 52 – سيدي قاسم  . ومعلوم أن مدة كل فيلم ينبغي ألا تتجاوز 20 دقيقة ، وستسهر لجنة مكونة من فعاليات سينمائية وثقافية من المدينة وخارجها يعينها مكتب الجمعية المنظمة على انتقاء الأفلام المتوفرة على مواصفات المشاركة في هده المسابقة التي تخصص للفائزين فيها جوائز وتنويهات . وتجدر الإشارة إلى أن أصحاب الأفلام المقبولة سيتوصلون بدعوة للمشاركة في المسابقة وحضور المهرجان ، أما الأفلام غير المنتقاة فلا يتم إرجاعها إلى أصحابها حسب القانون المنظم لهده المسابقة الفنية . ولمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بأحد الأرقام الهاتفية التالية : 0667446839 – 0667042751 – 0661398872 أو بالعنوان الالكتروني

cinsidikacem@yahoo.fr